بسم الله الرحمن الرحيم‎‏

‏والصلاة والسلام على خير ‏البرية محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم





متى يتعلم المسلم أن يصمت عن الكلام الذي لا يفيد ،والبعد عن خوض الكلام الذي لا ينبني عليه عمل وإنما هو استكثار فقط من الكلام والدخول في معارك وهمية لا تفيد أطلاقاً ولكنها تؤدى إلى خسائر وخيمة ،ولو تأملنا كلام سلفنا الصالح لوجدنا نهيهم عن الخوض فيما لا ينبني عليه عمل

يقول الإمام الشاطبي _ رحمه الله تعالى _ : " كل مسألة لا ينبني عليها عمل، فالخوض فيها خوض فيما لم يدل على استحسانه دليل شرعي

، وأعني بالعمل عمل القلب وعمل الجوارح من حيث هو مطلوب شرعاً، و الدليل على ذلك: استقراء الشريعة فإنّا رأينا الشارع يعرض عمّا لا يفيد عملاً مكلفا به، ففي القرآن الكريم

قال تعالى "يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج"

فوقع الجواب بما يتعلق به العمل، ومن هنا

نهى _صلى الله عليه وسلم_ عن قيل وقال وكثرة السؤال) البخاري

لأنة مظنة السؤال عما لا يفيد، وقد كان مالك بن أنس يكره الكلام فيما ليس تحته عمل.(1) ..
ويترتب على ذلك : أن العلم الشرعي وسيلة إلى عبادة الله وذلك أن روح العلم هو العمل وإلا فالعلم عارية وغير منتفع به

قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر: من الآية28)

قال سفيان الثوري: "إنما يتعلم العلم ليتقي به الله وإنما فضل العلم على غيره؛ لأنة يتقي اللّه به" (2) .. وكل ذلك يحقق أن العلم وسيلة منا لوسائل ليس مقصوداً لنفسه من حيث النظر الشرعي، وإنما هو وسيلة إلى العمل.

ـــــــــــــ



Ring ring